أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي | دليلكِ للكشف المبكر

أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي Breast tumors and how to self-examine

أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي


يُعد الحديث عن صحة الثدي وتحديدًا أورام الثدي أمرًا ذا أهمية قصوى لكل امرأة، صحيح أن سرطان الثدي قد يبدو وحش النساء في عصرنا كما يصفه البعض، نظرًا لانتشاره وتأثيره على جزء أنثوي حيوي يعكس جمال المرأة وثقتها بنفسها، إن فهم طبيعة أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي بانتظام يزيل الكثير من الغموض والهاجس، ويمكّنكِ من اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتك.

أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي

من الضروري فهم أن كلمة ورم لا تعني دائمًا سرطان، هناك أنواع مختلفة من الكتل أو التغيرات التي يمكن أن تحدث في الثدي.

الفرق بين الورم الحميد والخبيث في الثدي

  • الأورام الحميدة: ليست كل الأورام التي تأتي في الثدي تكون أورامًا خطيرة، فبعض الأورام قد تكون حميدة. هذه الأورام لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم ولا تشكل خطرًا على الحياة عادةً. من أمثلتها الكيسات والأورام الغدية الليفية. على الرغم من أنها حميدة، يجب متابعتها جيداً مع الطبيب للتأكد من طبيعتها وعدم تغيرها.
  • الأورام الخبيثة: هذه هي الأورام التي تتكون من خلايا غير طبيعية تنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ولديها القدرة على غزو الأنسجة المجاورة والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. هذه الأورام هي التي يجب التعامل معها بحذر، والاكتشاف المبكر لها يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء.
أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي Breast tumors and how to self-examine
أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي

هل التاريخ العائلي مهم في تحديد احتمالية الإصابة؟

نعم، التاريخ العائلي يلعب دورًا. إصابة أفراد من عائلتك بالسرطان قد يجعلكِ عرضة أكثر لخطر الإصابة، خاصة الأقارب من الدرجة الأولى المصابات بسرطان الثدي أو المبيض، وخصوصًا إذا كانت الإصابة في سن مبكرة. هذا قد يستدعي المتابعة المستمرة والفحص للاطمئنان باستمرار.
ولكن، من المهم معرفة أن معظم حالات سرطان الثدي تحدث لدى نساء ليس لديهن تاريخ عائلي قوي. عوامل أخرى تزيد من الخطر تشمل:

  • التقدم في العمر.
  • التعرض للهرمونات لفترات طويلة.
  • عوامل متعلقة بنمط الحياة.

أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو المفتاح الذهبي لنجاح العلاج. كلما تم اكتشاف الورم في مراحله الأولى، كانت خيارات العلاج أسهل وأكثر فعالية، وزادت فرص الشفاء التام بشكل كبير. وهنا يأتي دور الوعي بتغيرات الثدي.

إن إجراء الفحص الذاتي للثدي بانتظام لا يهدف إلى تشخيص السرطان بنفسكِ، بل هدفه الأساسي هو أن تصبحي على دراية بشكل وملمس ثدييكِ الطبيعيين. هذه المعرفة تجعلكِ قادرة على ملاحظة أي تغييرات قد تطرأ عليهما مبكرًا، وبالتالي طلب الاستشارة الطبية دون تأخير. إنه جزء من استراتيجية متكاملة لصحة الثدي تشمل أيضًا الفحص السريري والتصوير الإشعاعي عند الحاجة.

أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي Breast tumors and how to self-examine
أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي

متى أفضل وقت لإجراء الفحص الذاتي للثدي؟

يُنصح بالبدء في التعود على الفحص الذاتي للثدي من بداية العشرينات. أما التوقيت المثالي لإجرائه فهو بعد الدورة الشهرية وليس قبلها أو أثناءها، ويفضل بعدها بأكثر من يومين أو ثلاثة أيام، لأن الثدي يكون أقل تورمًا وإيلامًا في هذا الوقت، مما يسهل اكتشاف أي تغيرات. حاولي إجراء فحص الثدي الشهري في نفس الوقت تقريبًا كل شهر لتعتادي على ملمسه الطبيعي.

الخطوة الأولى: الفحص البصري أمام المرآة

قفي أمام المرآة بصدر مكشوف وذراعيكِ إلى جانبيكِ. لاحظي الآتي:

  • الشكل والحجم: هل هناك أي تغيير واضح في حجم أو شكل أحد الثديين مقارنة بالآخر؟ هل هناك أي تورم غير طبيعي؟
  • الجلد: لاحظي طبيعية الجلد. هل هناك أي تجعد، انكماش، شد للداخل، أو سماكة في الجلد تشبه قشر البرتقال؟
  • الحلمات: افحصي حلمات الثدي. هل هناك أجزاء ملتهبة – احمرار – اختلاف بالحجم – رجوع الحلمة للداخل – خروج سوائل؟ هل هناك طفح جلدي، تقشر، أو قرحة على الحلمة أو حولها؟

الخطوة الثانية: طريقة الفحص الذاتي للثدي باليد

الهدف هو تحسس أنسجة الثدي بالكامل، بما في ذلك منطقة تحت الإبط. يمكن القيام بذلك أثناء الوقوف وأثناء الاستلقاء.

الفحص أثناء الاستلقاء

  • استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت كتفكِ الأيمن. ضعي ذراعكِ الأيمن خلف رأسكِ.
  • استخدمي باطن الأصابع الثلاثة الوسطى ليدكِ اليسرى لفحص ثديكِ الأيمن بالكامل.
  • اضغطي بحركات دائرية صغيرة ومتماسكة، مع تغيير درجة الضغط.
  • تأكدي من تغطية منطقة الثدي بأكملها ومنطقة الإبط. استخدمي نمطًا منتظمًا لضمان عدم تفويت أي منطقة.

ماذا أبحث عنه أثناء الفحص اليدوي؟

أثناء الفحص اليدوي، ركزي على البحث عن أي مما يلي:

  • كتلة جديدة أو مختلفة عن باقي نسيج الثدي.
  • سماكة أو منطقة متصلبة غير طبيعية في الثدي أو تحت الإبط.
  • ألم غير طبيعي في منطقة محددة لا يزول بعد الدورة الشهرية.
أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي Breast tumors and how to self-examine
أورام الثدي وكيفية الفحص الذاتي

أعراض أورام الثدي وعلامات الخطر التي تستدعي زيارة الطبيب

من الضروري التأكيد على أن وجود أي من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، فالعديد من الحالات تكون حميدة. لكن متى تحتاجي زيارة الطبيب؟ يجب استشارة الطبيب فورًا إذا لاحظتِ أيًا من التغييرات التالية المستمرة:

  • ظهور كتلة جديدة أو سماكة في الثدي أو تحت الإبط.
  • تغير في حجم أو شكل أو مظهر الثدي.
  • تغير في جلد الثدي مثل التنقير، التجعد، الاحمرار، التقشر، أو مظهر قشر البرتقال.
  • تغيرات حديثة في الحلمة مثل الانقلاب للداخل، أو وجود إفرازات.
  • ألم مستمر في منطقة محددة من الثدي لا يرتبط بالدورة الشهرية.
  • أي تغيير يثير قلقكِ ولا يبدو طبيعيًا بالنسبة لكِ.

الفحص السريري والتصوير التشخيصي

الفحص الذاتي للثدي هو خطوة أولى مهمة، ولكنه لا يغني عن الفحوصات الأخرى:

  • الفحص السريري للثدي: يقوم به الطبيب أو الأخصائي الصحي كجزء من الفحص الدوري. له خبرة أكبر في تحسس الكتل وتحديد ما إذا كانت تحتاج لمزيد من التقييم. يُنصح به كل سنة إلى 3 سنوات للنساء في العشرينيات والثلاثينيات، وسنويًا للنساء فوق الأربعين. يمكنكِ إجراء الفحص في المنزل كل شهر باستمرار، ولكن للاطمئنان تحتاجي زيارة الطبيب كل 3 سنوات لإجراء الفحص الدوري من بعد سن الخامسة والعشرين.
  • الماموجرام: هو صورة بأشعة سينية للثدي، ويعتبر أفضل وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حتى قبل ظهور أي أعراض أو إمكانية تحسس الورم. يُنصح به عادةً بشكل دوري للنساء فوق سن 40 أو 45 عامًا، وقد يبدأ قبل ذلك إذا كان هناك خطر مرتفع. الفحص الدوري كل سنتين إذا أكثر من 45 عاما.
  • الموجات فوق الصوتية للثدي: غالبًا ما تستخدم كفحص تكميلي للماموجرام، خاصة لدى الشابات ذوات الأنسجة الكثيفة، أو لتحديد طبيعة الكتلة المكتشفة.
  • الرنين المغناطيسي للثدي: يُستخدم في حالات معينة، غالبًا للنساء ذوات الخطورة العالية جدًا للإصابة.

هل عمليات تجميل الثدي تسبب السرطان؟

انتشرت مؤخرا شائعات كثيرة على أن عمليات التجميل النسائية في الثدي بمواد مثل السيلكون لتكبير الحجم، أو حقن البلازما وغيرها من التقنيات التجميلية. من المهم توضيح الحقائق:

  • حشوات السيليكون: الدراسات العلمية المكثفة لم تجد دليلًا قاطعًا على أن حشوات السيليكون الحديثة المستخدمة لتكبير الثدي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. المستخدم حاليا في جراحات الثدي آمن تماما وغير مسبب للسرطان.
  • الإجراءات الأخرى: لا يوجد دليل علمي يربط بين الإجراءات التجميلية الأخرى مثل شد ورفع الثدي أو حقن البلازما أو الخيوط وبين زيادة خطر سرطان الثدي. هذه الإجراءات قد تكون فارقة في الثقة بالنفس.
  • الأهمية القصوى: الأهم اختيار طبيب ذو ثقة وخبرة قبل إجراء أي عمليات جراحية.

تعرفي على تفاصيل جفاف المهبل مع د. حنان الغوابي – استشارية النساء والتجميل النسائي.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *