علاج تكيس المبايض، نعلم أن تشخيص متلازمة تكيس المبايض قد يكون مقلقا ومحيرا خاصة مع كثرة المعلومات المتضاربة، لذلك نهدف في هذا المقال إلى تزويدك بمعرفة عميقة وشاملة لهذه الحالة، بدءا من طبيعتها وأسبابها، ووصولا إلى أحدث وأفضل استراتيجيات علاج تكيس المبايض (PCOS) المتاحة.
علاج تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض، أو كما تعرف اختصارا بـ PCOS، هي اضطراب هرموني شائع يؤثر على النساء في سن الإنجاب، تتسبب هذه المتلازمة في مجموعة من الأعراض نتيجة لحدوث خلل في مستويات الهرمونات، أبرزها ارتفاع مستوى هرمونات الذكورة لدى المرأة، بالإضافة إلى مشاكل في عملية التمثيل الغذائي.
من المهم أن نميز بين مصطلحين قد يسببان بعض الالتباس:
- تكيس المبايض: يشير هذا المصطلح إلى وجود عدة أكياس صغيرة على سطح المبيض عند الفحص بالموجات فوق الصوتية، قد يوجد تكيس المبايض لدى بعض النساء دون أن يصاحبه أي أعراض أو مشاكل صحية، ويعتبر في بعض الحالات شكلا طبيعيا للمبيض.
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS): هي حالة أوسع وأكثر تعقيدا، لا تقتصر على وجود الأكياس فقط، بل تشمل اضطرابا هرمونيا واستقلابيا واضحا يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي تتطلب خطة علاج تكيس المبايض (PCOS) مناسبة، تعد متلازمة تكيس المبايض أكثر تأثيرا على صحة المرأة بشكل عام.

ما هي أبرز أعراض تكيس المبايض التي يجب الانتباه إليها؟
تختلف حدة أعراض تكيس المبايض من امرأة لأخرى، وقد لا تظهر جميع الأعراض لدى كل المصابات، ومع ذلك، هناك مجموعة من العلامات الشائعة التي قد تدل على وجود المتلازمة، ومنها:
- عدم انتظام الدورة الشهرية: هذا هو العرض الأكثر شيوعا، قد تكون الدورات متباعدة جدا، أو منقطعة تماما لفترات طويلة، أو غزيرة بشكل غير معتاد، يعتبر علاج تكيس المبايض لتنظيم الدورة من أولويات الخطة العلاجية.
- ارتفاع مستويات هرمون الأندروجين: يتجلى ذلك في الشعرانية وهو نمو زائد للشعر في مناطق غير مرغوب فيها مثل الوجه، الصدر، الظهر، والبطن، وحب الشباب وهو ظهور حب شباب شديد ومستمر، خاصة في منطقة الذقن والفك السفلي، وتساقط شعر الرأس حيث قد تعاني بعض النساء من ترقق الشعر أو تساقطه بنمط ذكوري.
- تكيس المبايض المرئي بالموجات فوق الصوتية: يظهر الفحص تضخم المبايض ووجود العديد من البصيلات الصغيرة.
- زيادة الوزن والسمنة: تجد العديد من المصابات صعوبة في التحكم بالوزن، خاصة تراكم الدهون في منطقة البطن.
- مقاومة الأنسولين: يعاني جزء كبير من المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، مما يعني أن خلايا الجسم لا تستجيب بشكل جيد لهرمون الأنسولين، هذا يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري والسكري من النوع الثاني.
- صعوبات في الحمل: نتيجة لاضطراب التبويض، قد تواجه النساء المصابات صعوبة في تحقيق الحمل، يعتبر علاج تكيس المبايض والحمل هدفا رئيسيا للعديد من المريضات.
- مشاكل جلدية أخرى: مثل ظهور بقع داكنة وسميكة على الجلد في مناطق الثنيات كالرقبة والإبطين.
- تقلبات المزاج والقلق: قد تساهم التغيرات الهرمونية والشعور بالإحباط من الأعراض في حدوث تقلبات مزاجية أو زيادة مستويات القلق.
ما هي أسباب تكيس المبايض المحتملة؟
لا يزال السبب الدقيق لمتلازمة تكيس المبايض غير معروف بشكل كامل، ولكن يعتقد الخبراء أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة التي تلعب دورا في تطورها، من بينها:
- العوامل الوراثية والجينية: هناك استعداد وراثي للإصابة بالمتلازمة، حيث تزداد احتمالية الإصابة إذا كانت هناك تاريخ عائلي للحالة.
- مقاومة الأنسولين: عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين، يضطر البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من هذا الهرمون، المستويات المرتفعة من الأنسولين يمكن أن تحفز المبايض لإنتاج المزيد من هرمونات الذكورة، مما يعطل عملية التبويض ويساهم في ظهور أعراض تكيس المبايض.
- الالتهاب منخفض الدرجة: أظهرت بعض الأبحاث أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من نوع من الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، هذا الالتهاب قد يحفز المبايض على إنتاج الأندروجينات.
- خلل في إفراز الهرمونات من الغدة النخامية: قد يكون هناك خلل في إفراز هرموني (LH) و (FSH) من الغدة النخامية، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم عملية التبويض.
كيف يتم تشخيص متلازمة تكيس المبايض؟
لا يوجد اختبار واحد وحيد يمكنه تأكيد تشخيص متلازمة تكيس المبايض بشكل قاطع، يعتمد الطبيب عادة على مجموعة من المعايير لتشخيص الحالة، وغالبا ما يتطلب التشخيص وجود اثنين على الأقل من المعايير الثلاثة التالية:
- عدم انتظام أو غياب التبويض: ويتجلى ذلك في عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- ارتفاع مستويات الأندروجينات: إما من خلال الأعراض السريرية أو من خلال تحليل الدم الذي يظهر ارتفاعا في مستويات هذه الهرمونات.
- وجود تكيسات على المبايض: يتم الكشف عنها من خلال فحص الموجات فوق الصوتية للمبايض.
بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الطبيب بما يلي:
- السؤال عن التاريخ الطبي والأعراض: بما في ذلك طبيعة الدورة الشهرية، التغيرات في الوزن، نمو الشعر، وغيرها.
- الفحص السريري: لتقييم علامات ارتفاع الأندروجين ومقاومة الأنسولين.
- اختبارات الدم: لقياس مستويات الهرمونات المختلفة، ومستويات السكر والكوليسترول في الدم.
- استبعاد الحالات الأخرى: من المهم استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى أعراض مشابهة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو ارتفاع هرمون البرولاكتين.
خيارات علاج تكيس المبايض (PCOS)
يركز علاج تكيس المبايض (PCOS) بشكل أساسي على التحكم في الأعراض التي تعاني منها المرأة وتقليل خطر حدوث المضاعفات طويلة الأمد، تعتمد خطة العلاج على عدة عوامل، بما في ذلك حدة الأعراض، العمر، الصحة العامة، وما إذا كانت المرأة تخطط للحمل أم لا، لا يوجد تكيس المبايض وعلاجه نهائيا بمعنى الشفاء التام، ولكن يمكن السيطرة على الحالة بشكل فعال.
أولا: تغييرات نمط الحياة
تعتبر تغييرات نمط الحياة الخط الأول والأكثر أهمية في علاج تكيس المبايض (PCOS)، ويمكن أن تحدث فرقا كبيرا في تحسين الأعراض والصحة العامة:
- إدارة الوزن: حتى فقدان نسبة صغيرة من الوزن يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين انتظام الدورة الشهرية، وزيادة حساسية الأنسولين، وتقليل مستويات الأندروجين، وتحسين الخصوبة.
- النظام الغذائي الصحي: ينصح باتباع نظام غذائي متوازن، غني بالألياف، والبروتينات الخالية من الدهون، وتقليل الكربوهيدرات المكررة والسكريات والدهون المشبعة، قد يساعد النظام الغذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي في التحكم بمستويات الأنسولين.
- ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المنتظم يساعد في إنقاص الوزن، وتحسين حساسية الأنسولين، وخفض مستويات السكر في الدم، وتحسين المزاج.
ثانيا: الأدوية لعلاج أعراض محددة
قد يصف الطبيب بعض أدوية علاج تكيس المبايض للتحكم في الأعراض المختلفة:
لتنظيم الدورة الشهرية
- حبوب منع الحمل المركبة: تحتوي على الإستروجين والبروجستين، تساعد على تنظيم الدورة الشهرية، تقليل إنتاج الأندروجين (وبالتالي تحسين الشعرانية وحب الشباب)، وتقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- العلاج بالبروجستين: يمكن تناول البروجستين لبضعة أيام كل شهر أو شهرين للمساعدة في تنظيم الدورة وحماية بطانة الرحم، ولكنه لا يحسن مستويات الأندروجين ولا يمنع الحمل.
للمساعدة على الإباضة وحدوث الحمل
- الكلوميفين: دواء فموي مضاد للإستروجين، وهو من أوائل الأدوية التي تستخدم لتحفيز الإباضة.
- الليتروزول: دواء يستخدم في الأصل لعلاج سرطان الثدي، ولكنه أظهر فعالية كبيرة في تحفيز الإباضة لدى النساء المصابات بـ PCOS.
- الميتفورمين: دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يساعد في تحسين مقاومة الأنسولين، وخفض مستويات الأنسولين، وفي بعض الحالات قد يساعد على تحفيز الإباضة، خاصة عند استخدامه مع الكلوميفين، قد يساهم الميتفورمين أيضا في إنقاص الوزن.
- موجهات الغدد التناسلية: أدوية هرمونية تعطى عن طريق الحقن لتحفيز المبايض مباشرة، تستخدم عادة إذا لم تنجح الأدوية الفموية.
لتقليل نمو الشعر الزائد وحب الشباب
- حبوب منع الحمل: تقلل من إنتاج الأندروجين.
- سبيرونولاكتون: دواء يمنع تأثير الأندروجينات على الجلد، لا ينصح به أثناء الحمل أو التخطيط له لأنه يمكن أن يسبب تشوهات خلقية.
- إيفلورنيثين: كريم موضعي يمكن أن يبطئ نمو شعر الوجه.
- طرق إزالة الشعر: مثل الليزر أو التحليل الكهربائي.
- علاجات حب الشباب الموضعية أو الفموية.
ثالثا: الإجراءات الجراحية
- تثقيب المبيض بالمنظار: إجراء جراحي بسيط يتم فيه عمل ثقوب صغيرة في سطح المبيض باستخدام الحرارة أو الليزر، يمكن أن يساعد هذا الإجراء في استعادة التبويض المنتظم عن طريق تقليل إنتاج الأندروجين من المبيضين، يلجأ إليه الأطباء عادة إذا لم تستجب المرأة لأدوية الخصوبة.
هل يمكن علاج تكيس المبايض بالاعشاب؟
تبحث العديد من النساء عن علاج تكيس المبايض بالاعشاب كبديل أو مكمل للعلاجات التقليدية، هناك بعض الأعشاب التي يُعتقد أن لها تأثيرات مفيدة محتملة على توازن الهرمونات أو حساسية الأنسولين، مثل القرفة، والبردقوش، ونبتة كف مريم، ومع ذلك، من المهم جدا التأكيد على ما يلي:
- الأدلة العلمية على فعالية وسلامة معظم الأعشاب في علاج تكيس المبايض (PCOS) لا تزال محدودة وتحتاج إلى المزيد من الدراسات.
- طبيعي لا يعني دائما آمن، بعض الأعشاب قد تتفاعل مع الأدوية الأخرى أو يكون لها آثار جانبية.
- من الضروري جدا استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات عشبية، خاصة إذا كنت تتناولين أدوية أخرى أو تخططين للحمل، لا يجب الاعتماد على الأعشاب كبديل للعلاج الطبي الموصوف.
تكيس المبايض عند البنات والمراهقات
يمكن أن تظهر أعراض تكيس المبايض في سن مبكرة، حتى بعد فترة قصيرة من بدء الدورة الشهرية الأولى لدى الفتيات، من الشائع أن تكون الدورات الشهرية غير منتظمة في السنوات الأولى بعد البلوغ، ولكن إذا استمر عدم الانتظام بشكل ملحوظ، أو ظهرت أعراض أخرى مثل حب الشباب الشديد أو نمو الشعر الزائد، فمن المهم مراجعة الطبيب، علاج تكيس المبايض (PCOS) عند البنات يركز أيضا على تغييرات نمط الحياة وقد يشمل بعض الأدوية لتنظيم الدورة وعلاج الأعراض الجلدية، التشخيص والعلاج المبكر مهمان لمنع المضاعفات المستقبلية.
العيش مع متلازمة تكيس المبايض
التعامل مع متلازمة تكيس المبايض هو رحلة طويلة تتطلب الالتزام والمتابعة، إليك بعض النصائح الإضافية:
- المتابعة الدورية مع الطبيب: من الضروري إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة الحالة وتقييم فعالية العلاج وتعديله إذا لزم الأمر، يشمل ذلك فحص ضغط الدم، مستويات السكر والكوليسترول.
- الدعم النفسي: قد يكون التعامل مع أعراض المتلازمة وتأثيرها على الخصوبة والمظهر أمرا مرهقا نفسيا، لا تترددي في طلب الدعم من العائلة والأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات دعم للنساء المصابات بـ PCOS أو استشارة أخصائي نفسي.
- التثقيف الذاتي: كلما زادت معرفتك بالحالة، أصبحت أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتك والتعامل معها بفعالية.
- الصبر والمثابرة: قد يستغرق الأمر بعض الوقت لرؤية تحسن في الأعراض، من المهم التحلي بالصبر والاستمرار في اتباع خطة علاج تكيس المبايض (PCOS) الموصوفة.
المضاعفات المحتملة لمتلازمة تكيس المبايض على المدى الطويل
إذا لم تتم إدارة متلازمة تكيس المبايض بشكل جيد، فقد تزيد من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية على المدى الطويل، منها:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- الاكتئاب والقلق.
- سرطان بطانة الرحم.
- الكبد الدهني غير الكحولي.
تعرفي على تفاصيل عملية الحقن المجهري ICSI مع د. حنان الغوابي استشارية النساء والتجميل النسائي.