خطوات عملية تجميد البويضات، هل تفكرين في مستقبلكِ ورغبتك في تكوين أسرة، ولكن تشعرين أن الوقت الحالي ليس مناسبا؟ كطبيبة متخصصة في صحة المرأة، أسمع هذه التساؤلات والمخاوف يوميا، يسعدني أن أقول لكي إن العلم الحديث قدم لنا حلا ثوريا ورائعا يمنحكِ القوة والسيطرة على مستقبلكِ الإنجابي، وهو تجميد البويضات.
خطوات عملية تجميد البويضات
قد تبدو فكرة تجميد البويضات معقدة أو مخيفة للوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة علمية دقيقة أصبحت أكثر سهولة وأمانا من أي وقت مضى، في هذا المقال نستعرض معا خطوات عملية تجميد البويضات بالتفصيل وبأسلوب بسيط وواضح، لتعرفي تماما ماذا تتوقعين في كل مرحلة من هذه الرحلة المهمة.
لماذا تختار المرأة تجميد بويضاتها؟
الأسباب متنوعة وتختلف من سيدة لأخرى، ولكنها تندرج بشكل عام تحت فئتين رئيسيتين:
الأسباب الطبية
-
علاجات السرطان: العلاج الكيميائي أو الإشعاعي يمكن أن يضر بالمبيضين ويؤثر على الخصوبة، تجميد البويضات قبل بدء العلاج هو بمثابة بوليصة تأمين على حلم الأمومة.
-
أمراض المناعة الذاتية أو الحالات الوراثية: بعض الحالات مثل متلازمة تيرنر أو التاريخ العائلي لانقطاع الطمث المبكر قد تستدعي التفكير في حفظ الخصوبة.
-
جراحات الحوض: بعض الجراحات التي قد تؤثر على المبيضين.
الأسباب الاجتماعية أو الشخصية
-
تأخير الإنجاب: قد ترغبين في التركيز على مسيرتك المهنية، أو إكمال دراستك، أو لم تجدي الشريك المناسب بعد.
-
الحفاظ على جودة البويضات: نعلم أن جودة وكمية البويضات تنخفض بشكل طبيعي مع تقدم العمر، خاصة بعد سن الـ 35، تجميد البويضات في سن أصغر يوقف الساعة البيولوجية لهذه البويضات، مما يزيد من فرص الحمل الصحي في المستقبل.
كيف تتم عملية تجميد البويضات؟
إن الإجابة على سؤال كيف تتم عملية تجميد البويضات بسيطة، فالعملية بأكملها تشبه إلى حد كبير الجزء الأول من عملية أطفال الأنابيب، وتستغرق حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، دعونا نستعرض معا مراحل تجميد البويضات خطوة بخطوة.
المرحلة الأولى: التحضير والاستشارة
هذه هي نقطة البداية، وحجر الأساس لرحلتك.
-
الاستشارة الأولية: ستجلسين معي في العيادة، وسنتحدث بالتفصيل عن تاريخك الصحي، وأهدافك، وما تتوقعينه من العملية، سأجيب على كل أسئلتك بصدر رحب.
-
الفحوصات الأولية: نقوم بعمل مجموعة من الفحوصات المهمة، وهي جزء أساسي من التحضير لتجميد البويضات:
-
تحاليل الدم الهرمونية: لتقييم مخزون المبيض لديك.
-
الموجات فوق الصوتية: فحص مهبلي لتقييم حالة المبيضين وعدّ الجريبات الأولية.
-
فحص الأمراض المعدية: هو إجراء روتيني للتأكد من عدم وجود أي أمراض قد تؤثر على العملية.
-
المرحلة الثانية: تنشيط المبيض
في الدورة الشهرية الطبيعية، ينتج المبيض بويضة واحدة ناضجة كل شهر، هدفنا في هذه المرحلة هو تحفيز المبيض لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات الناضجة في دورة واحدة.
-
كيف يتم ذلك؟ من خلال أدوية هرمونية، تبدأ هذه المرحلة عادة في اليوم الثاني أو الثالث من دورتك الشهرية وتستمر لمدة 10 إلى 14 يوما.
-
المتابعة الدقيقة: خلال فترة تنشيط المبيض قبل التجميد، ستحتاجين لزيارة العيادة عدة مرات، في كل زيارة، نقوم بإجراء فحص دم لقياس مستويات الهرمونات وسونار مهبلي لمراقبة نمو الجريبات، هذه المتابعة تسمح لنا بتعديل جرعات الدواء وضمان أفضل استجابة.
-
حقنة النضج النهائية: عندما تصل الجريبات إلى الحجم المناسب، ستقومين بأخذ حقنة أخيرة تساعد على إتمام نضج البويضات وتجهيزها لعملية السحب.
هذه الخطوة من أهم خطوات عملية تجميد البويضات لأنها تحدد عدد البويضات التي سنحصل عليها.
المرحلة الثالثة: سحب البويضات للتجميد
هذه هي المرحلة الفعلية للحصول على البويضات، وهي إجراء بسيط وسريع.
-
متى تتم؟ بعد حوالي 36 ساعة من أخذ حقنة النضج النهائية.
-
كيف تتم؟ الإجراء يتم في مركز متخصص وتحت تأثير تخدير بسيط، لذا لن تشعري بأي ألم.
-
باستخدام جهاز السونار المهبلي، يتم إدخال إبرة دقيقة جدا عبر جدار المهبل العلوي لسحب السائل من كل جراب ناضج في المبيضين، وهذا السائل يحتوي على البويضات.
-
تستغرق عملية سحب البويضات للتجميد بأكملها حوالي 15 إلى 20 دقيقة فقط.
-
بعد الإجراء، ستبقين تحت المراقبة لساعة أو ساعتين ثم يمكنكِ العودة إلى منزلك للراحة.
المرحلة الرابعة: التجميد والحفظ
فور سحب البويضات، تبدأ مهمة فريق مختبر الأجنة.
-
تقييم البويضات: يقوم أخصائي الأجنة بفحص البويضات المسحوبة تحت المجهر لاختيار البويضات الناضجة والسليمة فقط.
-
التزجيج: هذه هي التقنية الأحدث والأكثر فعالية، يتم تعريض البويضات لمواد واقية خاصة وتجميدها بسرعة فائقة في النيتروجين السائل عند درجة حرارة 196 تحت الصفر، هذه السرعة تمنع تكوين بلورات الثلج التي قد تتلف البويضة.
-
الحفظ طويل الأمد: يتم تخزين البويضات المجمدة في خزانات خاصة لحين رغبتك في استخدامها في المستقبل.
كم تبلغ نسبة نجاح تجميد البويضات؟
نسبة نجاح تجميد البويضات تعتمد بشكل كبير على عاملين:
-
عمرك عند تجميد البويضات: كلما كنتِ أصغر سنا، كانت جودة وكمية البويضات أفضل، وبالتالي فرص النجاح أعلى.
-
عدد البويضات المجمدة: تجميد عدد أكبر من البويضات يزيد من احتمالية الحصول على حمل ناجح في المستقبل،
بشكل عام، تتراوح فرصة الحصول على طفل لكل بويضة مجمدة بين 4-12%، وهذا يوضح أهمية تجميد عدد كافٍ من البويضات.
ما هي مدة بقاء البويضات مجمدة؟
نظريا، يمكن أن تبقى البويضات مجمدة لسنوات عديدة جدا دون أن تتأثر جودتها، بمجرد تجميدها، فإنها تكون في حالة من الحياة المعلقة، وعمرها يتوقف عند لحظة التجميد، مدة بقاء البويضات مجمدة لا تؤثر على فرص النجاح.
هل هناك أضرار لتجميد البويضات؟
بشكل عام، تعتبر العملية آمنة جدا، ولكن مثل أي إجراء طبي، قد تكون هناك بعض أضرار تجميد البويضات النادرة أو الآثار الجانبية المؤقتة، مثل:
-
آثار جانبية خفيفة من أدوية التنشيط.
-
مخاطر نادرة جدا من عملية السحب.
-
متلازمة فرط تحفيز المبيض، وهي حالة نادرة يمكن تجنبها بالمتابعة الدقيقة.
من المهم التأكيد أن الأطفال المولودين من بويضات مجمدة لا يظهرون أي زيادة في خطر الإصابة بالعيوب الخلقية مقارنة بالأطفال المولودين بشكل طبيعي.
إن اتخاذ قرار المضي في خطوات عملية تجميد البويضات هو قرار شجاع وقوي، يمنحكِ حرية التخطيط لحياتك دون الشعور بضغط الساعة البيولوجية، إنها تقنية تمكينية تضع خيارات المستقبل بين يديك.
إذا كنتِ تفكرين في هذا الخيار، فالخطوة الأولى هي الحديث مع طبيبة متخصصة يمكنها إرشادك وتقديم النصح الصادق، نحن هنا في عيادتنا على أتم الاستعداد لنكون شركاءك في هذه الرحلة، وتقديم الدعم والمعرفة لضمان اتخاذك القرار الأنسب لك، مستقبلك يستحق هذا الاستثمار.
تعرفي على تفاصيل حقن الدهون الذاتية في المناطق الحساسة مع د. حنان الغوابي استشارية النساء والتجميل النسائي.
