السقوط المهبلي | الأعراض والأسباب وأحدث طرق العلاج

السقوط المهبلي وطرق علاجه Vaginal prolapse and its treatment methods

السقوط المهبلي وطرق علاجه


تُعد صحة المرأة ورفاهيتها من الأولويات التي يجب الاهتمام بها، خاصةً بعد المرور بتجارب فريدة ومغيرة للحياة مثل الحمل والولادة، تتعرض المنطقة النسائية الخاصة للعديد من التغيرات التي يجب متابعتها ليس فقط من أجل القيام بدور الأمومة على أكمل وجه، ولكن أيضًا لتشعر المرأة بجمالها وثقتها في نفسها كأنثى، غالبًا ما تُحيط العديد من الأسئلة والمخاوف بهذه التغيرات، ومن أبرزها تلك المتعلقة بـ السقوط المهبلي وطرق علاجه.

ما هو السقوط المهبلي وطرق علاجه؟

السقوط المهبلي هو حالة تحدث عندما تضعف العضلات والأربطة والأنسجة الداعمة لأعضاء الحوض، مما يؤدي إلى هبوط هذه الأعضاء أو سقوطها باتجاه المهبل أو حتى بروزها خارجه. يشبه الأمر شبكة دعم تفقد قوتها، فتسمح للأعضاء التي كانت تحملها بالتحرك من مكانها الطبيعي. يمكن أن يؤثر هذا على عضو واحد أو أكثر في منطقة الحوض، وهو ما يحدد نوع السقوط.

السقوط المهبلي وطرق علاجه Vaginal prolapse and its treatment methods
السقوط المهبلي وطرق علاجه

كيف يتأثر الرحم والمهبل بالحمل والولادة؟

أجابت الدكتورة حنان الغوابي قائلة: إن الإجابة المنطقية هي أن عضلة الرحم والمهبل هما الأكثر تأثرًا بالحمل والولادة. وتعاني الأنثى من كثير من التغيرات في الأعضاء الأنثوية نتيجة الحمل والولادة.

تمدد الرحم وضغط الحمل

الرحم، عضلة يقرب حجمها من حجم فاكهة الكمثرى أو أكبر قليلاً. لكِ أن تتخيلي أن هذه العضلة مطلوب منها أن تتمدد حتى تحتوي طفلاً وزنه ٣ كيلو أو أكثر في آخر الحمل، بالإضافة إلى المشيمة والمياه المحيطة بالجنين. هذا التمدد الهائل يصحبه كثير من الضغط على الأعضاء الداخلية للأنثى وكثير من الألم نتيجة الشد على الأوتار الداعمة للرحم مع الحوض. وتشير إلى أن الكثير من الحوامل يشتكين بعد الشهر الرابع من آلام حادة تشبه طعن السكين، وهي غالبًا نتيجة هذا الشد، لكنهن يتقبلنها لعلمهن أنها لا تضر الجنين.

مخاطر الحمل المتقارب بعد الولادة القيصرية

أحيانًا، مع حدوث حمل سريع قبل مرور عام على آخر ولادة قيصرية، يصبح هذا الحمل خطرًا على حياة الأم نتيجة ضعف عضلة الرحم عند الجرح القيصري السابق. قد يتسبب هذا الضعف في تمزق عضلة الرحم واللجوء إلى قيصرية مبكرة للحفاظ على حياة الأم ورحمها. ولكن قد تأتي الحالة متأخرة ونضطر إلى استئصال الرحم للحفاظ على حياة الأم. ولهذا ننصح النساء بعد الولادة القيصرية بمنع الحمل مدة لا تقل عن عام. وتشير أيضًا إلى أن محاولات الولادة الطبيعية بعد قيصرية أو استخدام محفزات الطلق قد تحمل نفس الخطر.

الولادة الطبيعية بعد القيصرية

تؤكد د. حنان أن الولادة الطبيعية بعد القيصرية ممكنة، ولكن بشروط محددة:

  • أن تكون القيصرية السابقة بسبب وضع الجنين أو المشيمة، وليس بسبب ضيق حوض الأم.
  • أن يكون قد مرّ على الولادة القيصرية أكثر من عامين.
  • أن يبدأ الطلق المنتظم بشكل طبيعي وقوي دون الحاجة لأدوية تحفيز.

تحديات الولادة الطبيعية المتكررة وتأثيرها

تشير د. حنان إلى أنه قد يحدث أحيانًا أثناء الولادة الطبيعية تمزق لعنق الرحم عندما يحاول الطبيب غير الخبير توسيع عنق الرحم لتسريع الولادة، مما قد يتسبب في نزيف شديد أو امتداد التمزق لعضلة الرحم، وقد يصل الأمر إلى استئصال الرحم. وتضيف أن الولادات المتعددة والمنتشرة في مجتمعاتنا العربية تؤثر على الرحم وقد تتسبب في السقوط الرحمي أو تمزق عضلات الحوض وإعاقة وظيفتها، مما يؤدي إلى درجات مختلفة من السقوط المهبلي.

السقوط المهبلي وطرق علاجه Vaginal prolapse and its treatment methods
السقوط المهبلي وطرق علاجه

أسباب السقوط المهبلي الشائعة

بالإضافة إلى تأثير الحمل والولادة المباشر، هناك عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة، وتعتبر من أسباب السقوط المهبلي:

  • الحمل والولادة: السبب الأكثر شيوعًا، خاصة الولادات الطبيعية المتعددة، ولادة طفل كبير الحجم، أو الولادات الصعبة التي تتطلب استخدام أدوات مساعدة.
  • التقدم في العمر: مع التقدم في العمر، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، مما قد يُضعف الأنسجة الداعمة في الحوض.
  • زيادة الضغط داخل البطن: السمنة، الإمساك المزمن، السعال المزمن، ورفع الأشياء الثقيلة بشكل متكرر أو غير صحيح، كلها تضع ضغطًا إضافيًا على عضلات قاع الحوض.
  • العوامل الوراثية: قد يكون لدى بعض النساء استعداد وراثي لضعف النسيج الضام.
  • جراحات الحوض السابقة: مثل استئصال الرحم، قد تؤثر على البنية الداعمة للحوض.

أعراض السقوط المهبلي التي يجب الانتباه إليها

تختلف أعراض السقوط المهبلي من سيدة لأخرى حسب نوع ودرجات السقوط المهبلي. قد لا تلاحظ بعض النساء أي أعراض في الحالات الخفيفة، بينما تعاني أخريات من أعراض مزعجة ومؤثرة على جودة الحياة. تشمل الأعراض الشائعة:

  • الشعور بثقل أو ضغط أو شدّ في منطقة المهبل أو أسفل الحوض، يزداد سوءًا مع الوقوف لفترات طويلة أو في نهاية اليوم.
  • الإحساس بوجود كتلة أو انتفاخ داخل المهبل أو بروز شيء منه.
  • سلس البول الإجهادي: تسرب البول عند السعال، العطس، الضحك، أو ممارسة الرياضة.
  • صعوبة في بدء التبول أو الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل، أو الحاجة للتبول بشكل متكرر.
  • صعوبة في التبرز، الشعور بعدم الإفراغ الكامل، أو الحاجة للضغط بإصبع على جدار المهبل للمساعدة في الإخراج.
  • آلام أسفل الظهر.
  • توسع المهبل والشعور بالارتخاء، مما قد يؤثر على العلاقة الحميمة وعدم الاستمتاع بها.
  • ألم أو عدم راحة أثناء العلاقة الزوجية.

درجات السقوط المهبلي

يُصنف الأطباء درجات السقوط المهبلي عادةً لتقييم شدة الحالة وتحديد خطة العلاج الأنسب:

  • الدرجة الأولى: هبوط طفيف للعضو داخل المهبل.
  • الدرجة الثانية: هبوط العضو ليصل إلى فتحة المهبل.
  • الدرجة الثالثة: بروز العضو خارج فتحة المهبل.
  • الدرجة الرابعة: خروج العضو بالكامل خارج المهبل.

السقوط المهبلي وطرق علاجه

نعم طبعًا يوجد حلول وعلاجات مختلفة، تؤكد د. حنان، ولكن على المرأة أن تعترف أولاً أن هناك مشكلة قد حدثت نتيجة تكرار الولادة والتوجه للطبيب ذو الكفاءة المهنية والخبرة لعلاج تلك المشكلات. يعتبر فهم خيارات السقوط المهبلي وطرق علاجه الخطوة الأولى نحو استعادة الراحة والثقة. تتنوع الخيارات بين التحفظية والجراحية والتقنيات الحديثة:

العلاج التحفظي وتمارين لعلاج السقوط المهبلي

  • تمارين كيجل: تهدف هذه التمارين إلى تقوية عضلات قاع الحوض، تمارين كيجل قد تقوي العضلة ولكن لا تصلح تمزقها أو تعالج السقوط الرحمي أو المهبلي المستقر. ومع ذلك، تظل مفيدة جدًا للوقاية وفي الحالات الخفيفة ولتحسين نتائج العلاجات الأخرى.
  • العلاج الطبيعي لقاع الحوض: أخصائي علاج طبيعي متخصص يمكنه تعليم تمارين محددة وتقنيات لتقوية العضلات وتحسين التحكم.
  • الفرزجة المهبلية: جهاز صغير يتم إدخاله في المهبل لدعم الأعضاء الهابطة. يعد خيارًا جيدًا للنساء اللاتي لا يرغبن في الجراحة أو لا يمكنهن إجراؤها.
  • تغييرات نمط الحياة: فقدان الوزن، علاج الإمساك والسعال المزمن، تجنب رفع الأثقال، كلها تساعد في تخفيف الضغط على قاع الحوض.

علاج السقوط المهبلي بدون جراحة

تشير د. حنان إلى وجود طرق حديثة غير جراحية لعلاج تلك المشاكل إذا كانت حالات السقوط المهبلي الأمامي أو الخلفي بسيطة ولا يوجد تمزق لعضلات الحوض. وتشمل هذه التقنيات:

  • الليزر المهبلي: يستخدم طاقة الليزر لتحفيز إنتاج الكولاجين وشد الأنسجة المهبلية.
  • الهايفو النسائي: تعتبره د. حنان من أحدث الطرق المستخدمة لعلاج سلس البول وحالات السقوط المهبلي وشد عضلات الحوض.
  • خيوط الشد ثلاثية الأبعاد: تستخدم لشد ورفع الأنسجة المترهلة.
    تُشدد د. حنان على أن هذه التقنيات موجودة في بعض العيادات المختصة بالتجميل النسائي وعند الأطباء المختصين، مما يؤكد أهمية اختيار الطبيب ذي الخبرة في هذه المجالات. هذه الطرق تعتبر جزءًا هامًا من خيارات السقوط المهبلي وطرق علاجه غير الجراحية.

العلاج الجراحي

تكون الجراحة هي الحل الأمثل في حالات السقوط المتوسطة إلى الشديدة أو عندما تفشل العلاجات الأخرى. توضح د. حنان أنواع الجراحات المتاحة:

  • الإصلاح الأمامي للمهبل: لإصلاح سقوط المثانة وعلاج سلس البول، عن طريق إصلاح ورفع عضلة المثانة.
  • الإصلاح الخلفي للمهبل: لإصلاح سقوط المستقيم وصعوبات الإخراج وتضييق المهبل، عن طريق شد عضلات الحوض وتضييق عضلة المهبل.
  • إصلاح قمة المهبل أو تعليق الرحم: لرفع وشد الرحم في حالات السقوط الرحمي قبل الوصول إلى مرحلة قد نضطر إلى استئصال الرحم. في بعض الحالات الشديدة أو إذا كانت المرأة لا ترغب في الإنجاب مستقبلًا، قد يكون استئصال الرحم جزءًا من الحل الجراحي للسقوط.
السقوط المهبلي وطرق علاجه Vaginal prolapse and its treatment methods
السقوط المهبلي وطرق علاجه

السقوط المهبلي بعد الولادة

الوقاية دائمًا خير من العلاج. بعد الولادة، يمكنكِ اتخاذ بعض الخطوات لتقليل خطر الإصابة أو تفاقم السقوط المهبلي:

  • ابدئي تمارين كيجل: بمجرد سماح طبيبك بعد الولادة، ابدئي بممارسة تمارين كيجل بانتظام.
  • حافظي على وزن صحي: تجنب زيادة الوزن الزائد يقلل الضغط على قاع الحوض.
  • عالجي الإمساك: تناولي أليافًا كافية واشربي الكثير من الماء لتجنب الشد أثناء التبرز.
  • تجنبي رفع الأشياء الثقيلة: خاصة في الفترة الأولى بعد الولادة، وتعلمي الطريقة الصحيحة للرفع.
  • المتابعة الطبية: لا تترددي في مناقشة أي أعراض أو مخاوف مع طبيبك خلال زيارات ما بعد الولادة.

متى يجب استشارة الطبيب بخصوص السقوط المهبلي وطرق علاجه؟

لا يجب أن يكون السقوط المهبلي مصدرًا دائمًا للإحراج أو المعاناة الصامتة. يجب عليكِ استشارة الطبيب المختص في الحالات التالية:

  • إذا لاحظتِ أيًا من أعراض السقوط المهبلي المذكورة سابقًا، حتى لو كانت خفيفة.
  • إذا كانت الأعراض تؤثر سلبًا على أنشطتك اليومية أو جودة حياتك أو علاقتك الزوجية.
  • للحصول على تشخيص دقيق وتحديد درجة السقوط.
  • لمناقشة خيارات السقوط المهبلي وطرق علاجه المتاحة والمناسبة لحالتكِ الفردية.

تعرفي على تفاصيل تفتيح البكيني مع د. حنان الغوابي – استشارية النساء والتجميل النسائي

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *