ترميم منطقة العِجان هو عملية جراحية بسيطة تهدف إلى إصلاح الأنسجة الموجودة بين المهبل وفتحة الشرج، والتي قد تتعرض للتمزق أو التلف أثناء الولادة الطبيعية، خاصة إذا كان هناك تمزق كبير أو تم إجراء شق لتسهيل الولادة. الهدف من هذا الترميم هو إعادة شكل المنطقة إلى وضعها الطبيعي، وتقوية العضلات، والتقليل من المشاكل التي قد تظهر بعد الولادة، مثل الألم، أو الشعور بعدم الراحة، أو تأثير ذلك على العلاقة الزوجية. ويمكن إجراء الترميم مباشرة بعد الولادة إذا لزم الأمر، أو في وقت لاحق إذا لم تلتئم المنطقة بشكل جيد أو ظهرت مضاعفات تستدعي التدخل. هذا النوع من العلاج يساعد المرأة على الشعور براحة أكبر واستعادة الثقة بجسمها بعد الولادة.

ما هو ترميم منطقة العجان؟

ترميم منطقة العِجان هو إجراء طبي يُعنى بإصلاح الأنسجة في منطقة حساسة تقع بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، ويُعد هذا الترميم ضروريًا وشائعًا لدى الكثير من النساء بعد الولادة الطبيعية، نظرًا لما تتعرض له هذه المنطقة من ضغط وتمدد أثناء ولادة الطفل.

وإن السبب الأكثر شيوعًا لهذا الإجراء هو التمزقات التي تحدث أثناء الولادة، سواء كانت تمزقات طبيعية ناتجة عن اتساع الأنسجة، أو ناتجة عن شق العِجان، وهو تدخل جراحي يُجرى أحيانًا أثناء الولادة بهدف تسهيل خروج الجنين والوقاية من التمزقات العشوائية التي قد تكون أكثر خطورة أو صعوبة في التعافي. هذا الترميم يساعد على إعادة بناء الأنسجة المتضررة، ويُساهم في استعادة الوظيفة الطبيعية للعِجان، مما يحسن راحة المرأة وجودة حياتها بعد الولادة.

تشمل عملية ترميم العجان عادة خياطة التمزقات أو الجروح التي تحدث أثناء الولادة، ويقوم الطبيب باستخدام خيوط جراحية دقيقة، غالبًا ما تكون قابلة للذوبان ولا تتطلب إزالتها لاحقًا. وتهدف هذه الخياطة إلى عدة أمور مهمة، من أبرزها: وقف النزيف، وضمان التئام الأنسجة بشكل سليم، وإعادة بناء شكل ووظيفة المنطقة، وتقليل خطر العدوى، وتخفيف الألم لتعزيز شعور المرأة بالراحة خلال فترة التعافي.

ترميم منطقة العجان
ترميم منطقة العجان

أسباب إجراء ترميم منطقة العجان

تُجرى عملية ترميم منطقة العجان لعدة أسباب، لكن السبب الرئيسي يرتبط بالإصابات التي قد تتعرض لها هذه المنطقة الحساسة، خاصة خلال الولادة الطبيعية. حيث تتعرض أنسجة العِجان لضغط شديد وتمدد قد يؤدي إلى تمزقات أو جروح تحتاج إلى إصلاح، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ذلك ما يلي:

حدوث تمزقات الولادة

التمزقات التلقائية في منطقة العِجان هي من أكثر الإصابات شيوعًا أثناء الولادة الطبيعية، وتحدث نتيجة التمدد الكبير في الجلد والعضلات للسماح بمرور الطفل. وتتفاوت شدة هذه التمزقات، فقد تكون سطحية وبسيطة، أو أعمق وأكثر تعقيدًا، وتصل أحيانًا إلى العضلات المحيطة بفتحة الشرج، مثل العضلة العاصرة. كما تتأثر احتمالية حدوث هذه التمزقات بعدة عوامل، من أبرزها: حجم الطفل، ووضعية الولادة، ومدى مرونة أنسجة الأم واستعداد جسمها للولادة.

شق العجان

شق العِجان هو إجراء جراحي يتم فيه إجراء قطع دقيق ومُتحكم به في منطقة العجان من قِبل الطبيب، ويُستخدم في بعض الحالات لتسهيل خروج الطفل وتسريع عملية الولادة، خاصة إذا كانت هناك مخاوف من حدوث تمزق عشوائي قد يكون أشد ضررًا من الشق المنظم.

وسواء كان الضرر في منطقة العجان ناتجًا عن تمزق طبيعي أو عن شق جراحي، فإن ترميم منطقة العجان بالخياطة يصبح ضروريًا لضمان التئام الأنسجة بشكل سليم، والوقاية من العدوى، واستعادة وظائف المنطقة الحيوية، مما يساهم في تعافي الأم ويعزز من صحتها على المدى البعيد.

من هن المرشحات لعملية ترميم منطقة العجان؟

تُعد النساء اللواتي خضن تجربة الولادة الطبيعية هن الفئة الأكثر عرضة والحاجة لإجراء ترميم منطقة العِجان، إذ يعتمد القرار بإجراء هذا الترميم بشكل أساسي على مدى الضرر الذي تعرضت له أنسجة العجان أثناء الولادة، وفي السطور التالية سنتحدث باستفاضة عن المرشحات لتلك العملية:

النساء اللواتي تعرضن لتمزقات الولادة

تحدث تمزقات العجان بدرجات متفاوتة من الأولى إلى الرابعة نتيجة تمدد الأنسجة أثناء الولادة، وكلما زادت شدة التمزق، زادت أهمية الترميم الدقيق لضمان الشفاء واستعادة الوظيفة.

النساء اللواتي خضعن لشق العجان

عند إجراء شق جراحي مُتحكم به في منطقة العجان لتسهيل الولادة، يُصبح الترميم بالخياطة أمرًا ضروريًا لإغلاق الجرح، وضمان التئام الأنسجة بشكل سليم وآمن.

النساء اللواتي يعانين من مضاعفات التئام سابقة

مثل التئام جرح ولادة قديم بشكل غير سليم، أو وجود ندبات مؤلمة، أو تغييرات في شكل المنطقة تؤثر على الراحة والوظيفة، مما يستدعي التدخل لتصحيح الحالة.

النساء اللواتي تعرضن لإصابات أو حوادث

إذا تعرضت المرأة لإصابات أو حوادث تسببت في ضرر بمنطقة العجان خارج سياق الولادة، قد تحتاج إلى ترميم لإصلاح الأنسجة المتضررة.

متى يجب إجراء عملية ترميم العجان؟

يتم تحديد توقيت إجراء عملية ترميم منطقة العجان بناءً على السبب الذي يستدعيها، ففي أغلب الحالات، يتم إجراء الترميم مباشرة بعد الولادة الطبيعية، فور ولادة الطفل وخروج المشيمة. حيث تقوم الدكتورة حنان الغوابي بتقييم منطقة العجان للتحقق من وجود أي تمزقات أو شق جراحي تم إجراؤه أثناء الولادة. وإذا وُجد أي ضرر يتطلب الإصلاح، يتم إجراء الخياطة فورًا في نفس غرفة الولادة، باستخدام التخدير الموضعي أو استمرار التخدير المستخدم أثناء الولادة. ويُعتبر هذا الإجراء الفوري جزءً أساسيًا من الرعاية المباشرة بعد الولادة لضمان توقف النزيف وبدء عملية الشفاء بشكل سليم.

كيفية إجراء عملية ترميم منطقة العجان

يُعد إجراء عملية ترميم منطقة العجان أمرًا دقيقاً ويتم عادةً في غرفة الولادة مباشرة بعد الولادة الطبيعية وقبل نقل الأم لغرفة الإقامة، وتأتي إجراءات العملية على النحو التالي:

  • يبدأ الإجراء بتقييم شامل تقوم به الطبيبة لتحديد حجم ونوع الضرر في منطقة العجان.
  • يتم تطبيق تخدير موضعي على المنطقة لتخدير الأنسجة وضمان عدم شعور الأم بالألم أثناء إصلاح العجان.
  • يتم تنظيف منطقة العجان وما حولها بعناية باستخدام محلول مطهر للوقاية من العدوى.
  • تبدأ الطبيبة بعملية خياطة العجان، حيث يتم إصلاح الأنسجة المتضررة طبقة تلو الأخرى. إذا كانت هناك تمزقات عميقة تشمل العضلات، يتم خياطة هذه الطبقات العميقة أولاً لإعادة الدعم للمنطقة. بعد ذلك، يتم خياطة الأنسجة تحت الجلد، وأخيراً يتم إغلاق الجلد أو الغشاء المخاطي السطحي بغرز دقيقة.
  • تُستخدم عادةً خيوط جراحية قابلة للذوبان في ترميم منطقة العجان، هذه الخيوط تتحلل وتُمتص من قبل الجسم تدريجياً خلال فترة الشفاء، مما يلغي الحاجة لازالتها لاحقاً

مضاعفات ترميم العجان

على الرغم من أن ترميم منطقة العِجان يعد إجراءً شائعًا وآمنًا بشكل عام بعد الولادة الطبيعية، إلا أنه قد يصاحبه بعض المضاعفات التي يجب على المرأة أن تكون على دراية بها لضمان متابعة الشفاء بفعالية، ومن أبرز هذه المضاعفات:

العدوى

تُعد عدوى جرح العِجان من المضاعفات الشائعة التي قد تحدث بعد العملية، تشمل أعراضها زيادة الاحمرار والتورم، والشعور بألم شديد، بالإضافة إلى إفرازات قيحية أو ذات رائحة كريهة من مكان الخياطة، وقد يصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة.

تفتح الجرح

قد يحدث انفتاح جزئي أو كلي للخيوط الجراحية قبل اكتمال التئام الأنسجة، مما يستدعي عناية إضافية أو إعادة الخياطة لضمان شفاء المنطقة بشكل صحيح وتجنب المضاعفات.

الورم الدموي نتيجة ترميم منطقة العجان

هو تجمع دموي تحت الجلد في منطقة العِجان، يتسبب في ألم شديد وتورم ملحوظ، وقد يتطلب تدخلًا جراحيًا لتصريفه وضمان الشفاء السليم للمنطقة المتضررة.

الألم المزمن وعسر الجماع

قد تعاني بعض النساء من ألم مستمر في منطقة العِجان، خاصة عند الجلوس أو أثناء العلاقة الزوجية، حتى بعد فترة طويلة من الترميم.

الندبات غير المرغوبة

قد تتكون ندبة بارزة أو مؤلمة في مكان شق العِجان أو تمزقات الولادة، مما يؤثر على الراحة والمظهر الجمالي، وقد يتطلب علاجًا إضافيًا لتحسين الحالة والشعور بالراحة.

مشاكل وظيفية

في حالات التمزقات الشديدة التي تؤثر على العضلة الشرجية، قد تحدث مضاعفات مثل سلس البراز أو الغازات، بالإضافة إلى صعوبات في التحكم بالبول، مما يتطلب معالجة طبية إضافية.

تعرفي على تفاصيل تضييق المهبل بأمان مع د. حنان الغوابي – استشارية النساء والتجميل النسائي.