علاج قلة الرغبة عند النساء، يُعد قلة الرغبة الجنسية لدى النساء من القضايا الشائعة التي قد تمر بها المرأة في مراحل مختلفة من حياتها، وهو ليس مجرد أمر عابر أو إزعاج بسيط، بل مشكلة حقيقية قد تترك أثرًا عميقًا على الصحة النفسية والعاطفية، وتؤثر بشكل مباشر على جودة العلاقة الزوجية وتقدير الذات.

علاج قلة الرغبة عند النساء

وقد تعاني العديد من النساء من هذا الأمر وتمر به بصمت بالرغم من أن أسبابه متعددة وتشمل عوامل هرمونية ونفسية واجتماعية. وقد يكون هذا الأمر حساسًا لدى الكثيرات، ولكن التوعية به والحديث عنه بوضوح والبحث عن علاج قلة الرغبة عند النساء تُعد خطوة أساسية نحو فهم أعمق للمشكلة، والسعي لإيجاد حلول فعالة تعمل على تحسين الصحة الجنسية وتعزيز العلاقة بين الزوجين.

ما هو قلة الرغبة عند النساء؟

قلة الرغبة الجنسية لدى النساء، والذي يُعرف طبيًا أحيانًا باضطراب الرغبة أو الاستثارة الجنسية، هو أكثر من مجرد فتور مؤقت أو تقلب طبيعي في المزاج. بل هو حالة مستمرة أو متكررة تتمثل في انخفاض واضح في الاهتمام أو التفكير في النشاط الجنسي، وقد يتجلى ذلك في غياب المبادرة أو الاستجابة للطرف الآخر، مما يسبب للمرأة ضيقًا نفسيًا يؤثر سلبًا على علاقتها الحميمة.

هذا الاضطراب لا يتعلق فقط بلحظة عابرة من الإرهاق أو التوتر، بل قد يمتد لأشهر أو حتى سنوات، ويعود في الغالب إلى مجموعة معقدة من العوامل، منها التغيرات الفسيولوجية والهرمونية، أو تأثيرات جانبية لبعض الأدوية، بالإضافة إلى مشكلات في العلاقة الزوجية أو الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

من المهم أن ندرك أن قلة الرغبة الجنسية ليس خطأ المرأة ولا يُعد نقصًا فيها، بل هو حالة طبية ونفسية يمكن التعامل معها بفعالية عند فهم الأسباب الكامنة وراءها وتقديم الدعم المناسب. ومع التشخيص الصحيح من الممكن علاج قلة الرغبة عند النساء، وفي ذلك الحين يمكن للمرأة أن تستعيد توازنها العاطفي والجسدي، وتحيا علاقة حميمة أكثر رضا وارتباطًا.

علاج قلة الرغبة عند النساء
علاج قلة الرغبة عند النساء

الأسباب الشائعة وراء قلة الرغبة الجنسية عند النساء

تتنوع الأسباب التي تقف وراء قلة الرغبة الجنسية لدى النساء، وغالبًا ما تنشأ نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الجسدية والنفسية والعاطفية. وقد يُعد فهم هذه العوامل الخطوة الأولى والأساسية نحو إيجاد حلول فعالة ومناسبة لعلاج قلة الرغبة عند النساء ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

التغيرات الهرمونية

تُعد التقلبات الهرمونية، وخاصة انخفاض مستويات هرموني الإستروجين والتستوستيرون، من الأسباب الأساسية التي تؤثر على الرغبة الجنسية لدى النساء. وتبرز هذه التغيرات بشكل ملحوظ خلال مراحل حياتية معينة مثل الحمل، وفترة ما بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية، وتزداد وضوحًا مع الاقتراب من سن اليأس وما بعده.

العوامل النفسية تؤثر على علاج قلة الرغبة عند النساء

يلعب العامل النفسي دورًا محوريًا في الرغبة الجنسية لدى النساء، إذ يمكن للضغط النفسي المزمن، والقلق، والاكتئاب، أن يضعف الدافع الجنسي بشكل كبير. كما يعمل تدني احترام الذات أو النظرة السلبية إلى الجسد على تعزيز هذا التأثير السلبي. ولا يمكن إغفال أثر التجارب المؤلمة أو الصدمات السابقة، التي قد تترك بصمة عميقة تؤثر على العلاقة الحميمة وتُضعف الشعور بالأمان والرغبة في التواصل الجسدي.

مشاكل العلاقة الزوجية

يُعد نوع العلاقة مع الشريك من العوامل الجوهرية التي تؤثر على الرغبة الجنسية لدى المرأة، فغياب التواصل، وتكرار الخلافات، والشعور بالبعد العاطفي، يمكن أن يخلق حاجزًا نفسيًا يقلل من الانجذاب والرغبة. كما أن عدم الرضا عن العلاقة بشكل عام، أو وجود مشكلات جنسية لدى الشريك نفسه، قد يؤدي إلى فتور العلاقة الحميمة ويضعف الدافع الجنسي لدى المرأة بشكل مباشر.

الحالات الطبية والأدوية

تلعب الحالة الصحية العامة دورًا مهمًا في التأثير على الرغبة الجنسية، حيث يمكن لبعض الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والتصلب المتعدد، أو الألم المزمن، أن قلة الرغبة وتؤثر على الاستجابة الجنسية. إلى جانب ذلك، قد تكون بعض الأدوية سببًا غير مباشر لهذا التراجع، لا سيما مضادات الاكتئاب، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع موانع الحمل الهرمونية، التي يُعرف عنها تأثيرها الجانبي في تقليل الرغبة الجنسية.

نمط الحياة شديد الإرهاق

يُعد الإرهاق الجسدي والعقلي من العوامل الخفية والمؤثرة على الرغبة الجنسية، فقلة النوم، وسوء التغذية، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، جميعها تستنزف طاقة الجسم وتؤثر سلبًا على المزاج والصحة العامة، مما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالنشاط الجنسي.

تشخيص قلة الرغبة لدى النساء

يعتمد علاج قلة الرغبة عند النساء على تشخيص دقيق وشامل يأخذ في الاعتبار الجوانب الجسدية والنفسية والعاطفية معًا، إذ لا يوجد اختبار واحد محدد لتشخيص هذه الحالة، ولكن يهدف التقييم الطبي إلى فهم طبيعة انخفاض الرغبة ومدى تأثيره على جودة حياة المرأة وعلاقتها. ويُعد هذا التشخيص خطوة أساسية لوضع خطة علاجية فعالة ومناسبة لكل حالة على حدى.

التاريخ الطبي والجنسي

تعتمد الدكتورة حنان الغوابي في علاج قلة الرغبة على حوار بناء مع المريضة، لفهم مشكلتها وظروفها، إلى جانب دراسة تاريخها الصحي والجنسي ومستوى رضاها عن العلاقة.

التقييم النفسي والعاطفي

تحرص الطبيبة على فهم العوامل النفسية المؤثرة مثل التوتر، والقلق، والاكتئاب، وصورة الجسد، إلى جانب تأثير التجارب السابقة، والحالة المزاجية والعاطفية على الرغبة الجنسية الحالية.

تقييم العلاقة لعلاج قلة الرغبة عند النساء

تطرح الدكتورة على المرأة أسئلة حول علاقتها بالشريك، ومدى جودة التواصل بينهما، ووجود خلافات أو مشكلات جنسية لديه، لفهم ديناميكيات العلاقة وتأثيرها على رغبتها الجنسية.

الفحص البدني

قد يتضمن التشخيص فحصًا عامًا وفحصًا للحوض، بهدف استبعاد مشكلات جسدية تؤثر على العلاقة الجنسية، مثل جفاف المهبل أو الالتهابات التي قد تسبب ألمًا أثناء الجماع.

القيام بالتحاليل

قد يوصي الطبيب بإجراء تحاليل دم لفحص مستويات الهرمونات والكشف عن حالات طبية كامنة مثل السكري أو فقر الدم، التي قد تكون سببًا في قلة الرغبة الجنسية.

علاج قلة الرغبة عند النساء

يعتمد علاج قلة الرغبة عند النساء على فهم الأسباب الكامنة وراء الحالة، مع اتباع نهج شامل ومخصص يلائم احتياجات كل امرأة. لا يهدف العلاج فقط إلى تحفيز الرغبة، بل يسعى أيضًا إلى تعزيز الصحة الجنسية وجودة الحياة، ومن أبرز الخيارات العلاجية المتاحة ما يلي:

الاستشارة والعلاج النفسي

يُعد العلاج النفسي، خصوصًا السلوكي المعرفي أو الجنسي المتخصص، خيارًا فعالًا في معالجة العوامل النفسية المؤثرة على الرغبة، مثل التوتر، والقلق، وصورة الجسد، والتجارب السابقة.

الاستشارة الزوجية

تُساهم الاستشارة الزوجية في تحسين التواصل بين الشريكين، وحل النزاعات، وتعزيز التقارب العاطفي، مما يخلق بيئة داعمة تنعكس بشكل إيجابي على الرغبة الجنسية.

تغيير نمط الحياة لعلاج قلة الرغبة عند النساء

إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد يحدث فرقًا كبيرًا، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الكافي، واتباع نظام غذائي صحي، إلى جانب تعلم تقنيات فعالة لإدارة التوتر.

العلاج الهرموني

يرجع انخفاض الرغبة في بعض الحالات إلى التغيرات الهرمونية، وقد يشمل العلاج الهرموني استخدام الإستروجين لمعالجة الأعراض، وأحيانًا التستوستيرون بجرعات منخفضة حيث يتم أخذها تحت إشراف طبي.

نصائح ما بعد علاج قلة الرغبة عند النساء

تساهم العديد من تغييرات نمط الحياة بشكل إيجابي في علاج قلة الرغبة عند النساء، حيث لا تقتصر على الجوانب الجسدية فقط، بل تشمل أيضًا العوامل النفسية والعاطفية وعلاقتها الشريك، ومن أبرز النصائح التي تعزز الرغبة والصحة الجنسية للمرأة ما يلي:

التواصل المفتوح والصادق مع الشريك

يعد الحوار المفتوح حول الاحتياجات والمخاوف الجنسية خطوة أساسية لبناء الثقة والتفاهم بين الشريكين، مما يعزز العلاقة الحميمة ويتيح فهمًا أفضل لما يزعج الطرف الآخر.

إدارة التوتر والضغط النفسي

يُعد الضغط النفسي من أكبر العوامل التي تؤدي إلي قلة الرغبة الجنسية لدى المرأة، لذا خصصي وقتًا للاسترخاء ومارسي أنشطة مثل اليوجا، والتأمل، والتنفس العميق.

النوم الجيد

قلة النوم تؤثر سلبًا على الهرمونات، ومستويات الطاقة، والمزاج، ويعتبر أخذ قسط كاف من النوم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تعزيز الدافع الجنسي وتحسين الصحة العامة.

ممارسة التمارين الرياضية

النشاط البدني يعزز تدفق الدم، ويزيد الطاقة، ويعزز الثقة بالنفس مما يساهم في تقليل التوتر، وكل هذا يساهم بشكل كبير في تحفيز الرغبة الجنسية.

التركيز على المداعبة والإثارة

قد تحتاج النساء إلى وقت أطول للإثارة، والمداعبة المطولة، واستكشاف مناطق جديدة مثيرة، والتركيز على الأحاسيس والمتعة بدلاً من الأداء، وكل هذا يساعد في علاج قلة الرغبة عند النساء.

تخصيص وقت للعلاقة

في ظل انشغالات الحياة، من الضروري تخصيص وقت منتظم للتواصل العاطفي والعلاقة الحميمة مع الشريك، بعيدًا عن المشتتات، لتعزيز الروابط العاطفية والجسدية بينكما.

جار التحميل...

تعرفي على تفاصيل التشنج المهبلي مع د. حنان الغوابي – استشارية النساء والتجميل النسائي.