الحمل رحلة فريدة ومذهلة في حياة كل امرأة تحمل معها الكثير من الفرح والأمل وبعض التساؤلات والقلق أحياناً، إن متابعة الحمل بشكل منتظم ودقيق تحت إشراف طبي متخصص ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي حجر الزاوية لضمان صحتكِ وصحة جنينكِ طوال هذه الفترة الحاسمة.
تهدف متابعة الحمل إلى رصد التطورات واكتشاف أي مشاكل محتملة مبكراً وتقديم الدعم والتثقيف اللازمين لتمر هذه التجربة بسلام وأمان، في عيادة الدكتورة حنان الغوابي نؤمن بأن كل أم تستحق رعاية شخصية ومتابعة لصيقة.
أهمية متابعة الحمل
تكمن أهمية متابعة الحمل في كونها الدرع الواقي لصحة الأم والجنين فمن خلال الزيارات المنتظمة للطبيب، ويتم تحقيق العديد من الأهداف الحيوية:
- الكشف المبكر عن أي مضاعفات محتملة: مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم أو أي مشاكل في نمو الجنين، مما يسمح بالتدخل العلاجي في الوقت المناسب.
- مراقبة نمو وتطور الجنين: من خلال الفحوصات ومتابعة بالأشعة ويتم التأكد من أن الجنين ينمو بشكل طبيعي وأن أعضائه تتطور بشكل سليم.
- تقييم صحة الأم بشكل عام: التأكد من أن الأم تتمتع بصحة جيدة وقادرة على تحمل أعباء الحمل وتقديم النصائح الغذائية والحياتية اللازمة.
- التحضير النفسي والجسدي للولادة: تقدم زيارات المتابعة فرصة للأم لطرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفها والحصول على معلومات كافية عن عملية الولادة والرعاية ما بعدها.
- تقليل مخاطر الولادة المبكرة أو المشاكل عند الولادة: المتابعة المنتظمة تساعد في تحديد أي عوامل خطر قد تؤدي إلى مضاعفات، والعمل على تلافيها.

متى تبدأين رحلة متابعة الحمل؟
يُنصح بأن تبدأ أول زيارة لمتابعة الحمل بمجرد تأكدكِ من حدوث الحمل أو عند تأخر الدورة الشهرية وظهور أعراض الحمل الأولية، عادةً ما تكون هذه الزيارة بين الأسبوع السادس والثامن من الحمل.
ماذا يحدث في أول زيارة لمتابعة الحمل؟
- تأكيد الحمل: وإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لرؤية كيس الحمل والتأكد من وجود نبض للجنين.
- أخذ التاريخ الطبي الكامل: يشمل ذلك أي أمراض مزمنة، عمليات سابقة، تاريخ عائلي لأمراض وراثية، وأي أدوية تتناولينها.
- حساب موعد الولادة المتوقع: بناءً على تاريخ آخر دورة شهرية أو قياسات السونار.
- إجراء فحص بدني عام: قياس الوزن، الطول وضغط الدم.
- طلب تحاليل متابعة الحمل الأولية: فصيلة الدم وعامل ريسوس (Rh) – تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) للكشف عن فقر الدم – تحليل مستوى السكر في الدم – تحليل البول للكشف عن أي التهابات أو وجود بروتين أو سكر – فحوصات للأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي (ب) و (ج) – وفيروس نقص المناعة المكتسبة – والحصبة الألمانية.
- تقديم النصائح الأولية: حول التغذية السليمة، أهمية حمض الفوليك وتجنب بعض العادات الضارة.
- وضع جدول متابعة الحمل للزيارات القادمة.
مراحل متابعة الحمل
تختلف طبيعة وتواتر زيارات متابعة الحمل مع تقدم الحمل، ولكن بشكل عام، يمكن تقسيمها إلى مراحل:
متابعة الحمل شهرياً خلال الثلث الأول والثاني (حتى الأسبوع 28)
عادةً ما تكون متابعة الحمل عند الطبيب مرة كل أربعة أسابيع خلال هذه الفترة، ما لم تكن هناك ظروف تستدعي متابعة أقرب.
الفحوصات الروتينية في كل زيارة
- قياس وزنكِ وضغط دمكِ.
- فحص البول للكشف عن البروتين والسكر.
- الاستماع إلى نبضات قلب الجنين.
- قياس ارتفاع قاع الرحم لتقييم نمو الجنين.
- مناقشة أي أعراض جديدة أو أسئلة لديكِ.
فحوصات إضافية مهمة خلال هذه المرحلة
- الأسبوع 11-14: إجراء فحص شفافية القفا بالموجات فوق الصوتية، مع تحاليل دم معينة، للكشف المبكر عن احتمالية متلازمة داون وبعض التشوهات الكروموسومية الأخرى.
- الأسبوع 18-22: إجراء فحص تفصيلي بالموجات فوق الصوتية، وهو من أهم فحوصات متابعة الحمل بالأشعة، حيث يتم فحص جميع أعضاء الجنين بالتفصيل، تحديد جنس الجنين، وتقييم وضع المشيمة وكمية السائل الأمنيوسي.
- الأسبوع 24-28: إجراء فحص تحمل الجلوكوز لجميع الحوامل.
متابعة الحمل كل أسبوعين (من الأسبوع 28 حتى 36)
تزداد وتيرة الزيارات في هذه المرحلة لمراقبة أي تغيرات قد تطرأ مع اقتراب موعد الولادة.
- تستمر الفحوصات الروتينية كالسابق.
- قد يطلب الطبيب تكرار بعض تحاليل الدم مثل صورة الدم للتأكد من عدم وجود فقر دم.
- إذا كنتِ تحملين عامل ريسوس سالب، ستحصلين على حقنة خاصة في الأسبوع 28 تقريباً.
متابعة الحمل أسبوعياً (من الأسبوع 36 حتى الولادة)
تصبح المتابعة أسبوعية في الشهر الأخير، وأحياناً أكثر إذا دعت الحاجة.
- مراقبة ضغط الدم بشكل دقيق خوفاً من تسمم الحمل.
- تقييم وضعية الجنين.
- فحص عنق الرحم لتقييم مدى استعداده للولادة.
- التأكد من سلامة حركة الجنين.
- مناقشة علامات بدء المخاض وخطة الولادة.
- قد يتم إجراء فحص لتقييم سلامة الجنين إذا كان هناك ما يستدعي ذلك.
جدول متابعة الحمل
يعتبر هذا الإطار الزمني بمثابة دليل عام، ومن المهم أن تتذكري أن طبيبكِ قد يقوم بتعديله ليناسب حالتكِ الصحية الفردية وتطور حملكِ، تبدأ رحلة متابعة الحمل عادةً بالزيارة الأولى بين الأسبوع الرابع والثامن، حيث يتم تأكيد الحمل وإجراء سونار مبكر، بالإضافة إلى أخذ التاريخ الطبي الكامل وطلب تحاليل الدم والبول الأولية، وحساب موعد الولادة المتوقع، وبذلك تتأسس خطة المتابعة الخاصة بكِ.
لاحقاً، بين الأسبوع الحادي عشر والرابع عشر، تأتي أهمية فحص شفافية القفا بالموجات فوق الصوتية والفحص المدمج، وهما ضروريان للكشف المبكر عن أي احتمالية لوجود تشوهات كروموسومية، وفي الفترة ما بين الأسبوع السادس عشر والعشرين، قد يُقترح إجراء الفحص الثلاثي أو الرباعي كبديل للكشف عن التشوهات إذا لم يتم إجراء الفحص المدمج سابقاً.
تعتبر الفترة ما بين الأسبوع الثامن عشر والثاني والعشرين محورية، حيث يتم إجراء السونار التشريحي المفصل، والذي يعتبر من أهم خطوات متابعة الحمل بالأشعة، إذ يتيح فحصاً دقيقاً لجميع أعضاء الجنين، ويمكن من خلاله تحديد جنس المولود، بالإضافة لتقييم وضع المشيمة.
مع الدخول في الفترة ما بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين، يحين موعد اختبار تحمل الجلوكوز للكشف عن سكري الحمل، وقد يُعاد تحليل صورة الدم لتقييم أي احتمالية لفقر الدم، كما قد تحتاج بعض السيدات لحقنة خاصة إذا كانت فصيلة دمهن سالبة.
وبدءاً من الأسبوع الثامن والعشرين وحتى السادس والثلاثين، عادةً ما تصبح زيارات متابعة الحمل كل أسبوعين، حيث يتم تكثيف المراقبة من خلال متابعة ضغط الدم، الوزن، نمو الجنين وحركته عن كثب، وأخيراً، في الفترة من الأسبوع السادس والثلاثين وحتى موعد الولادة، تصبح الزيارات أسبوعية، ويتم التركيز فيها على تقييم وضعية الجنين استعداداً للولادة، وفحص عنق الرحم، مع التأكيد الدائم على أهمية متابعة الحمل الدقيقة حتى اللحظات الأخيرة قبل استقبال مولودكِ.
دور تحاليل متابعة الحمل في رحلتكِ
تلعب تحاليل متابعة الحمل دوراً محورياً في تقييم صحتكِ وصحة جنينكِ، هي ليست مجرد أرقام، بل مؤشرات حيوية تساعد طبيبكِ على اتخاذ القرارات الصحيحة، من المهم جداً الالتزام بإجراء جميع التحاليل المطلوبة في مواعيدها، ومناقشة نتائجها مع طبيبكِ لفهم معناها وتأثيرها على خطة متابعة الحمل الخاصة بكِ.
تعرفي على خدمات الدكتورة حنان الغوابي استشارية النساء والتجميل النسائي.