إن لحظة استقبال مولود جديد هي من أروع اللحظات وأكثرها تأثيراً في حياة كل أسرة ومع اقتراب هذه اللحظة تبدأ التساؤلات والتفكير في عمليات الولادة المختلفة وكيفية الاستعداد لها، تهدف عمليات الولادة بشكل أساسي إلى ضمان خروج الجنين إلى الحياة بأمان وسلامة مع الحفاظ على صحة الأم قدر الإمكان.

في عيادة الدكتورة حنان الغوابي نؤمن بأهمية تمكينكِ بالمعرفة اللازمة حول الخيارات المتاحة، سواء كانت الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية، لمساعدتكِ على اتخاذ قرارات مستنيرة بالتعاون مع فريقكِ الطبي.

أنواع عمليات الولادة الرئيسية

هناك طريقان رئيسيان لاستقبال طفلكِ ولكل منهما خصائصه وظروفه:

عمليات الولادة الطبيعية

تعتبر الولادة الطبيعية هي الطريقة الفسيولوجية التي يمر بها الجنين عبر قناة الولادة ليخرج إلى العالم، هي عملية تحدث بتناغم دقيق بين تقلصات الرحم، اتساع عنق الرحم، وجهود الأم في الدفع، تعتمد الولادة الطبيعية على قدرة جسم المرأة على إنجاز هذه المهمة، وغالباً ما تكون الخيار الأول والمفضل إذا كانت صحة الأم والجنين تسمح بذلك.

عمليات الولادة القيصرية

أما الولادة القيصرية فهي إجراء جراحي يتم فيه إخراج الجنين من خلال شق في جدار البطن والرحم، يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية عندما تكون الولادة الطبيعية محفوفة بالمخاطر على الأم أو الجنين، أو عندما تكون هناك أسباب طبية تمنع إتمام الولادة بشكل طبيعي.

عمليات الولادة
عمليات الولادة

ما الفرق بين عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية؟

طريقة إخراج الجنين

  • الولادة الطبيعية: عبر قناة الولادة.
  • الولادة القيصرية: من خلال شق جراحي في البطن والرحم.

التخدير المستخدم

  • الولادة الطبيعية: قد تكون بدون تخدير، أو مع تخدير موضعي، أو مسكنات ألم.
  • الولادة القيصرية: عادةً تخدير نصفي، أو تخدير عام في حالات الطوارئ.

مدة الإقامة في المستشفى

  • عمليات الولادة الطبيعية: أقصر عادةً، تتراوح بين يوم إلى يومين.
  • عمليات الولادة القيصرية: أطول عادةً، تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام أو أكثر.

فترة التعافي

  • الولادة الطبيعية: أسرع نسبياً، مع ألم أقل بعد الولادة بشكل عام.
  • الولادة القيصرية: أبطأ، وتتضمن ألماً في منطقة الجرح، وتحتاج إلى رعاية خاصة بالجرح.

المخاطر المحتملة

  • الولادة الطبيعية: تمزقات مهبلية، ضعف محتمل في عضلات الحوض، نزيف.
  • الولادة القيصرية: مخاطر جراحية عامة، إصابة الأعضاء المجاورة، ومضاعفات الولادة القيصرية في حالات الحمل المستقبلية.

تأثيرها على الرضاعة الطبيعية

  • الولادة الطبيعية: قد تكون البدء في الرضاعة الطبيعية أسهل مباشرة بعد الولادة.
  • الولادة القيصرية: قد تحتاج الأم إلى دعم إضافي في البداية بسبب ألم الجراحة وصعوبة الحركة.

متى يفضل كل نوع؟

  • عمليات الولادة الطبيعية: هي الخيار المفضل عندما تكون صحة الأم والجنين جيدة، ووضعية الجنين مناسبة، ولا توجد أي عوائق طبية تمنعها.
  • عمليات الولادة القيصرية: يتم اللجوء إليها في حالات تعسر الولادة، أو وجود مشاكل صحية لدى الجنين، أو إذا كانت وضعية الجنين غير طبيعية، أو وجود مشاكل في المشيمة، أو في حالات طبية معينة لدى الأم.

خطوات عملية الولادة

تختلف خطوات عملية الولادة بشكل كبير بين الولادة الطبيعية والقيصرية.

خطوات الولادة الطبيعية

تمر الولادة الطبيعية عادةً بثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى (مرحلة اتساع عنق الرحم)

  • تبدأ بظهور علامات قرب الولادة مثل بدء انقباضات الرحم المنتظمة وتستمر حتى يتسع عنق الرحم بالكامل.
  • تنقسم هذه المرحلة إلى الطور الكامن والطور النشط.
  • قد يتم فيها اللجوء إلى خيارات الولادة بدون ألم مثل تخدير فوق الجافية.

المرحلة الثانية (مرحلة الدفع وخروج الجنين)

  • تبدأ بعد اتساع عنق الرحم بالكامل، وفيها تقوم الأم بالدفع مع الانقباضات لمساعدة الجنين على النزول عبر قناة الولادة والخروج.
  • تنتهي هذه المرحلة بولادة الطفل.

المرحلة الثالثة (مرحلة خروج المشيمة)

  • بعد ولادة الطفل، تستمر انقباضات الرحم بشكل أخف لإخراج المشيمة.
  • يقوم الطبيب بفحص المشيمة للتأكد من خروجها كاملة.

خطوات الولادة القيصرية

تعتبر الولادة القيصرية إجراءً جراحياً يتضمن الخطوات التالية بشكل عام:

التحضير للعملية

  • يشمل ذلك تجهيزات عملية الولادة مثل التقييم الطبي، فحوصات الدم، وإعطاء السوائل الوريدية والمضادات الحيوية الوقائية.
  • يتم تطبيق التخدير المناسب.
  • تركيب قسطرة بولية لتفريغ المثانة.

إجراء الشقوق الجراحية

  • يقوم الجراح بعمل شق في جلد البطن.
  • ثم يتم فصل طبقات جدار البطن للوصول إلى الرحم.
  • يُجرى شق آخر في جدار الرحم.

إخراج الجنين والمشيمة

  • يتم إخراج الجنين بلطف من خلال الشقوق.
  • يُقطع الحبل السري، ثم تُزال المشيمة.

إغلاق الشقوق

  • يتم خياطة شق الرحم ثم طبقات جدار البطن والجلد بغرز جراحية أو دبابيس.

الولادة بدون ألم

تسعى العديد من السيدات إلى تجربة الولادة بدون ألم أو بأقل قدر ممكن من الألم، هناك العديد من الخيارات المتاحة، وتعتمد فعاليتها ومدى ملاءمتها على نوع الولادة وحالة الأم:

في الولادة الطبيعية

  • تقنيات التنفس والاسترخاء: تساعد على التعامل مع الألم بشكل أفضل.
  • مسكنات الألم الوريدية أو العضلية: توفر تخفيفاً جزئياً للألم ولكن قد يكون لها آثار جانبية.
  • تخدير فوق الجافية: يعتبر من أكثر الطرق فعالية لتسكين ألم المخاض والولادة الطبيعية، حيث يتم حقن مخدر موضعي في منطقة الظهر.

في الولادة القيصرية

  • التخدير النصفي: هو الخيار الأكثر شيوعاً، حيث تكون الأم واعية ولكن لا تشعر بألم في الجزء السفلي من الجسم.
  • التخدير العام: يُستخدم في حالات الطوارئ أو عندما يكون التخدير النصفي غير مناسب.

تجهيزات عملية الولادة

تتضمن تجهيزات عملية الولادة جوانب متعددة:

  • التحضير الجسدي: الحفاظ على لياقة بدنية معتدلة، ممارسة تمارين كيجل، حضور دروس التحضير للولادة.
  • التحضير النفسي: مناقشة المخاوف، وضع خطة ولادة، تعلم تقنيات الاسترخاء.
  • التجهيزات اللوجستية: تجهيز حقيبة المستشفى، ترتيب من سيرافقكِ، معرفة الطريق إلى المستشفى.
  • مناقشة الخيارات مع الطبيب: معرفة عمليات الولادة المتاحة، خيارات تخفيف الألم، وما يمكن توقعه.

علامات قرب الولادة

هناك عدة علامات قرب الولادة قد تشير إلى أن المخاض قد بدأ أو على وشك البدء:

  • نزول رأس الجنين في الحوض: قد تشعرين بضغط أقل على الحجاب الحاجز وسهولة في التنفس، مع زيادة الضغط على المثانة.
  • زيادة الإفرازات المهبلية: قد تلاحظين إفرازات مخاطية سميكة، قد تكون ممزوجة ببعض الدم.
  • بدء انقباضات الرحم المنتظمة: تصبح الانقباضات أقوى، أطول، وأكثر تقارباً بمرور الوقت.
  • نزول ماء الولادة: قد يكون تدفقاً مفاجئاً أو تسرباً بطيئاً للسائل الأمنيوسي.

التعافي بعد الولادة

تعتبر فترة التعافي بعد الولادة مرحلة هامة تتطلب رعاية خاصة:

  • التعافي من عمليات الولادة الطبيعية: قد تشعرين بألم في منطقة العجان، وتعب عام، الراحة، النظافة الجيدة، وكمادات الثلج قد تساعد.
  • التعافي من عمليات الولادة القيصرية: يتطلب رعاية للجرح الجراحي، وتجنب الأنشطة المجهدة، مسكنات الألم ضرورية في الأيام الأولى، قد يستغرق التعافي الكامل وقتاً أطول.
  • الرعاية العامة: التغذية الجيدة، شرب السوائل بكثرة، الحصول على قسط كافٍ من النوم، والدعم النفسي من العائلة والشريك ضروريان جداً خلال هذه الفترة.

مضاعفات الولادة القيصرية

على الرغم من أن الولادة القيصرية هي عملية آمنة بشكل عام، إلا أنها كأي إجراء جراحي، قد تحمل بعض مضاعفات الولادة القيصرية المحتملة، وإن كانت نادرة عند إجرائها بواسطة فريق طبي مؤهل.

وتشمل هذه المضاعفات العدوى والنزيف وتجلطات الدم وإصابة الأعضاء المجاورة وردود الفعل تجاه التخدير، كما قد يكون للولادة القيصرية تأثير على الحمل المستقبلي، مثل زيادة طفيفة في خطر حدوث مشاكل في المشيمة أو تمزق الرحم في محاولات الولادة الطبيعية اللاحقة.

تعرفي على خدمات الدكتورة حنان الغوابي استشارية النساء والتجميل النسائي.